ثقافة الاستثمار في راس المال الجريء

راس المال الجريء

أو ما يسمى برأس المال المخاطر، رأس المال المجازف

صندوق رأس المال الجريء ثقافة غائبة عن مستثمرينا ورواد أعمالنا، فأغلب من يبحث عن مصدر لـ: رأس المال المخاطر في مصر أو عن رأس المال الجريء السعودية أو في أي دولة عربية أخرى سيجد أنه من النادر وجود مؤسسات أو أسخاص يؤمنون بهذه الفكرة.

25D825B125D825A725D825B32B25D825A725D9258425D9258525D825A725D925842B25D825A725D9258425D9258525D825AE25D825A725D825B725D825B1 - ثقافة الاستثمار في راس المال الجريء

في الطائرة وفي طريق العودة من رحلتي القصيرة إلى العاصمة الفنلندية مؤخرا تساءلت : هل نحن في منطقة الخليج و شمال إفريقيا مهيأين ومهتمين بالإستثمار في (رأس المال الجريئ) محليا وعالميا في أفكار مشاريع صغيرة و مربحة ؟ هل لدينا المعرفة والثقافة الكافية للمخاطرة في مثل هذا النوع من الإستثمار عالي الأفق ذو العائد السخي ؟ كيف يمكننا أن نمكٌن اقتصادنا والإقتصاد العالمي من النمو من خلال الاستثمار في البحث والتطوير؟

كان أكثر ما أذهلني في فنلندا هو عدد الأفكار الإبداعية والتقنيات – مستقبلية الطابع – والتي يمكن الإطلاع عليها في 72 ساعة ، فمن تقنيات العلاج المبنية على DNA إلى تقنيات الصيانة عن بعد لحقول النفط إلى أحدث تقنيات المواقف الآلية للسيارات واستخدامات الليزر للأغراض الزراعية ، لقد استمعت إلى عروض تقديمية وشروحات تقنية من عشرات رواد الأعمال العاكفين على تطوير حلول تقدم المزيد للإنسانية. ما أدهشني أيضا أن العديد من هؤلاء الرواد الذين أنشاوا شركات و مشاريع مربحة تملك هذه الحلول التقنية يديرون الآن تجربتهم الثالثة أو الخامسة أوحتى العاشرة في مجالات قد تختلف كل الاختلاف بين التجربة والأخرى غيرمبالين بفشل تجربة أوتجربتين معتبرينها دروسا يبنون عليها تجارب أخرى ، ما يجمع كل هؤلاء هو الصبر والتفكير الإبداعي والشغف العميق لما يفعلون. و الدراسة التحليلة المعمقة .

ما يدعو للتساؤل هنا هو كيف تمكن كل هؤلاء من تمويل مشروعهم و تمويل هذا الجهد المضني والذي قد يستغرق سنوات عدة حتى يتم انتاج وتسويق هذه التكنولوجيا فضلا عن تحقيق هامش ربح معقول، مع العلم أن أغلب هؤلاء الباحثين – أصحاب الشركات من ذوي الخلفية العلمية والبحثية ولم يملكوا من قبل رساميل أو خبرة تؤهلهم لبدء مشروعاتهم المربحة، على طاولة العشاء سألت أحد المختصين في هذا الشأن ليأتي الجواب: أن الغالبية العظمى من هذه المشاريع تمول من قبل شركات الإستثمار في (رأ س المال الجرئ) – venture capita أو ما يسمى برأس المال المخاطر و التي ستحول فنلندا قريبا إلى اقتصاد قائم على المشاريع الصغيرة في قطاعات التقنية المتقدمة.

لا تنسى أن تقرأ: أهم 10 مصادر لتمويل مشروعك

تخصص الحكومة الفنلندية ما يعادل الثلاثة مليارات درهم لدعم المشاريع البحثية والشركات الناشئة و المشاريع الصغيرة في مجالات التكنولوجيا المتعددة ، غالبها على شكل منح غير مستردة تغطي جزءا غير بسيط من تكلفة المشاريع ، ورغم ذلك ونظرا لطول المدة اللازمة لتطوير التكنولوجيا وبدء تسويقها فإن تلك الشركات الناشئة تلجأ في مراحل متعددة من نموها إلى شركات دراسات الجدوى و الى شركات الاستثمارفي رأس المال الجرئ أو رأس المال المخاطر والتي تمول هذه الشركات مقابل حصة (أقلية مهمة) من اسهمها ، ناظرة إلى مضاعفة عائدها من خلال مضاعفة قيمة الشركة عند اطلاق وتسويق التكنولوجيا أوعند بيع أو ترخيص التكنولوجيا إلى شركات عالمية أكبر في مجال تخصصها. هذه الشركات تنظر بشكل أساسي إلى مضاعفة (قيمة أصول الشركة) وليس إلى (أرباح وعائدات الشركة ) ، وهذا مايميز هذا النوع من الإستثمار ويجعل دور المستثمر يتعدى التمويل إلى الإدارة والإشراف أو (الإحتضان) .

ومع تعدد مصادر الإستثمار في رأس المال المخاطر (رأس المال الجريء) في فنلندا من شركات حكومية ومحافظ استثمارية محلية وعالمية – صينية وامريكية واوروبية ويابانية – إلا أن المثير للإهتمام هو كون الكثير من صناديق رأس المال المجازف ( راس المال الجريء ) مملوكة بحصة أغلبية من قبل “صناديق التقاعد “، تلك الصناديق التي من المعروف في منطقتنا بأنها تستثمر أموالها في الودائع البنكية وغيرها من الاستثمارات الأقل مخاطرة، ولكن في فنلندا تلعب صناديق التقاعد دورا محوريا في رفد قطاع المشاريع الصغيرة المبنية على التكنولوجيا بالأموال اللازمة لخلق مناخ العمل اللازم، مؤمنة بقاعدة (كلما كانت المخاطرة أعلى، كان العائد المتوقع أكبر) .

قد يهمك أيضا: مصادر رأس المال للشركات الصغيرة والمتوسطة

تولي حكومتنا وحكومات الدول العربية الشقيقة اهتماما متزايدا بقطاع المشاريع الصغيرة وخاصة الوطنية منها مدركة دورها كمحرك رئيسي للإقتصاد وتتزايد استثماراتنا الإماراتية الخارجية يوما بعد يوم شاملة أكثر من 100 دولة حول العالم ومتجاوزة حاجز النصف تريليون درهم ، لكن الناظر إلى هذه الحقائق والرابط بينها يلاحظ أن تلك الاستثمارات العالمية وذلك الدعم من القطاع الحكومي والخاص يتميز بصفتين مهمتين هما التركيز القطاعي و”الشهية المنخفضة” للإستثمار عالي المخاطرة.

في كتاب توثيقي وتطبيق ذكي سنقوم بتوثيق قصص نجاح 120 شركة اماراتية في الإستثمار والعمليات الدولية ، ورغم تنوع القطاعات والمناطق الجغرافية المستثمر فيها إلا أننا لا زلنا نستثمر في “ما نعهد” من قطاعات ومناطق ونبتعد عن “ما لا نعرف” كما أن لدينا فرصا أكثر بكثير للإسهام في التقدم التكنولوجي العالمي من خلال الدخول إلى استثمارات أكثر مخاطرة والإقتراب من الباحثين والمؤسسات البحثية والصناديق المستثمرة في هذا المجال لنعرف أكثر حول آليات وعوائد الإستثمار في راس المال الجريء.

تفضل شركات الإمارات اليوم الإستثمار في أسماء تجارية معروفة وأرباح ملموسة ، لكنها أقل نشاطا مما ينبغي في الولوج إلى “أودية السيليكون” العالمية الجديدة التي ستقود المستقبل العالمي في تقنية المعلومات والطب والتقنية الحيوية والدقيقة.

تقام العديد من المعارض والمسابقات والمؤتمرات لرواد الأعمال وأصحاب أفكار المشاريع والإختراعات والإبداعات التكنولوجية على مستوى الإمارات والمنطقة العربية، وتحظى بدعم وتشجيع حكومي سخي ، واحرص شخصيا على حضور هذه الأحداث لمشاركة النجاحات والتحديات مع هؤلاء الرواد ، ولعل التمويل هو التحدي الأبرز الذي نواجهه ، ويعود السبب الأول في رأيي إلى غياب ثقافة الإستثمار في راس المال الجريء وندرة الشركات العاملة في هذا المجال والتي بدورها تتلقى الآلاف من العروض والفرص ، ومع معرفتنا بأن “العالم مسطح” وأن هناك بدائل عالمية تقتنص الفرص الأفضل أينما وجدت ، فإننا نطمح في أن يسهم القطاع الخاص وخاصة العائلي منه في جهود تنشيط قطاع الأعمال الصغيرة في المنطقة وخاصة ما تعلق منها بالتقنية المتقدمة واقتصاد الإنترنت والذي وبالاضافة إلى اسهامه في توفير فرص عمل للشباب ذوي المهارة العالية فإنه يحمل كل المقومات التي تؤهله لأن يحقق عائدا مجزيا .

راس المال الجريء يبنى على دراسة الجدوى الاقتصادية (التمويلية) و هو نمط معروف من الإستثمار منذ أكثر من عقدين من الزمن حول العالم ، لكن ما يختلف في هذا النمط من الإستثمار هو الحاجة إلى خبرة ادارية وتقنية تساعد على اختيار الفرص الأكثر قابلية للنجاح (دراسة جدوى المشروع) ومن ثم اضافة قيمة إلى هذه الفرصة من خلال التمويل وحسن الإدارة. وبما أن “المرء عدو ما يجهل” فإن نشر ثقافة راس المال الجريء هي الوسيلة الأنجع لخلق المناخ الملائم لنشوء هذا النوع من الاستثمار في المنطقة.

قد يهمك ان تقرأ: 
فن الحصول على رأس المال – الجزء الأول
فن الحصول على رأس المال –  أظهر المنفعة
فن الحصول على رأس المال – إستعمل كذبات جديدة
فن الحصول على رأس المال – لا تسقط في الأسئلة المفخخة
فن تحصيل رأس المال الخيري Angel Capital

رأي واحد حول “ثقافة الاستثمار في راس المال الجريء”

  1. يوجد مصنع باسم سايكو الايطاليه للبوييات لصناعه البويات ( اصباغ )
    بجميع انواعها في مصر مرخص من جميع الجهات الرسميه بطاقه انتاج 8 آلاف ط بالعام ورديه واحده
    منتجات جوده عالميه ويوجد منتجات حصريه للمصنع علي مستوي الشرق الأوسط
    ويحتاج المصنع لاستثمار لذياده الطاقه الإنتاجية لتلبيه متطلبات السوق المحلي والدولي
    وعليه نريد مستثمر عربي او اجنبي بمبلغ ثلاثه مليون دولار
    ويكون له كافه الضمانات القانونيه وحق في اداره المصنع
    والتواصل علي الارقام التاليه
    00201201050015
    00201029902701
    Mel
    [email protected]

    رد

أضف تعليق